غابة الماضي

اليوم تجولت وحدي في غابة الماضي
لم يصحبني ظلك لم أبحث عنك و لم أترقبك كترقب ليلى للذئب
كنت أجر كتفي المخلوع و انتزع أنفاسي بلا رغبة في شم عبق الماضي
كأن الأمر لا يعني لي كأني لبوءة غريبة جرتها فريستها لهذه الغابة
زئير مكتوم في صدري يصل حنجرتي ثم يعود محسورا لم تجدي كل أشكال الذكريات
أن تستفز دمعي و شجني كما اعتادت صغارها أن تفعل
لم أتوسل النسيان أن يجبر كسر خاطري و لا التجاهل أن يدمل جرحي
لأول مرة البحث عن الحزن لم يكن غاية في نفسي كما كنت أفعل
لعلي إذا ابصرت قميصك أدرك أنك لم تعد أنت قبل أن يقد من قبل
لعل بقايا عطري و دمعي بين ثناياه يشرحان لي كم كنت اتمتع بغباء عاطفي فاق الجنون
كيف كنت أصر على التمسك بك و أنت الذي لم تترك أثرا على وجهي يكشف لي أنك تدفع الحزن عن عيني
كنت كتلميذ مدرك وبكامل وعيه أنه ساقط في مادة الوفاء كنت غير مبال بما تسمع مني عن قصص التضحيات
كنت تعلمها مسبقا و تحفظها عن ظهر قلب كنت تجيد تلك المعادلات التي اسهبت في شرحها عن قيم الصدق
ولكن عن عمد و شبه اصرار كنت تصمت ياااه أنه الصمت التي يتركني أتوجس أن القادم جرح أكبر
لم تجد أي من محاولات ايقاظك لانك كنت في منتهى اليقظة وحده قلبي الذي يراك غافلا
ويح نفسي كم مرة خرجت نحو السماء و عادت مرفوضة لأن السماء تعلم كم هو مؤلم لها أن تموت ظلما وكانت تعلم أني سأستعيد وعي مشاعري
أحتجت سنينا عجافا حتى أستطيع أن أتجول وحدي في غابة الماضي دون وجل أن يعيدني مارد حبك الى قمقم الجرح
ها أنا أن أسير وحدي على سواحل المستقبل استشرف المقبل من أيامي وحدي ألملم أصداف يومي وحدي أقرأ كف أوقاتي وحدي
أضحك وحدي و اتنفس عطري وحدي أرسم وحدي أكتب وحدي اسافر لمدن عرفتنا معا و مدن أرها أجمل بلا أنت
لن ابالغ و أقول أني استمتع وحدي بل هو شعور أهون من الحزن و أجمل من الانزواء
في كوخ الوجع
الغناء بصوت مبحوح أجمل من البكاء بنشيج لا يسمعه إلا جدار الصد
لكن أكذب و أقول أني أغار عليك و منك فلقد ولى زمن كنت فيه أنت أنا

هذا المنشور نشر في art. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s