بذكرياتي غذ وحش الندم

و بدمع أسفك أسق ظمأ الحزن

و يحي من لحظة

تساوى عندها الضحك و البكاء

في الغد ستطوى صحائف العمر

غدا سيقولون رحلت مع المساء

أو  مع ابتسامة الفجر

داهمها هم النهار

تركت شالها الأزرق تلوكه الرياح

و ثوبها الأبيض يشكو

ضوء الصباح

تركت صوتها في أذن

النسيم يوشوش به

عاليات الشجر

غدأ سيخبروك أن التي

رحلت آثرتك على الحياة

و أنها تركت لك صورتها

قبل رسائلها و جديلة الشعر

و تركت زهور هداياك

و عطرك الأثير

و شرفة أدمنت الانتظار

حتى جاء الانتظار الأخير

سيحكون لك عنها

و سيرون حكايتها و القمر

و سيربت الليل على كتف وهنك

هامسا : تجلد …!!

الظمأ حارقا في جوف الحزن

لا تتعجل السفر

مازلنا في بدايات السهر

أنظر هناك
هناك في السفح

حيث ينصب

النسيان خيمته

ينادم الخوف

و يعزف الشجن

على ربابة القهر

ستردعك وحشته

عن اختلاس النظر

تمعن طويلا..

ستراها

طيف ذكرى

بحقول العمر عبر

كفصل ربيع

يملأ شذاها  سانحات الفكر

كسحابة أمطرت حلما

في صيف ذو هجير 

ستهز أضلعك شوقا

ستصرخ كرياح الخريف

كعواصف شتاء.

 

إلا من دفء
لهذا الصدر…؟

و ستجيبك الأيام

رحلت
\
كالطيور

كموج البحار

كاحتراق نجم

كعيد الصغار

مع السنين

ستنسى

حتما ستنسى

في القحط

يتمنى الناس المطر

و حين تخضر المروج

يكون القحط ضيف ثقيل رحل

 

سريعا ستنسى

خلق الانسان من عجل

لم نشأ نحن بل

هكذا شاء رب البشر

 

 

اللوحة رسمتها بالألوان الزيتية أسميتها الرحيل المنتظر