الزمان الجميل انتهى و تغيرت ملامح الأمكنة و اعترى التصحر مدن اللقاء و ترمد الموقد
لكن لم ينته الحنين و لم تمت الذكرى
ربما وحدي التي بقيت مومنة أن البقاء للاصلح أو الأصمخ كتلك النخلة التي
تساقط رطبها و أكل الهجير جذعها ولا زالت تنتظر المطر رافعة سعفها تستحث السماء
أن لا تتأخر بالغيث
اللحظات
قد تكون خاطفة للوجدان مستفزة و مغرية
لكنها كتلك العجوز التي تحدث عن شبابها القديم و عن قصص للخيال صولات وجولات
بسيف الوهم و درع الأماني
الغريب في عمر الكائنات الافتراضية أنه يقاس بالسنين الضوئية فلا عجب أن نردد مع
القائل لقد هرمنا و أصبحنا نتحدث عن اللحظات التي مضت فلا شيء في الجديد منها يغري بالتدوين
و أعلم أن كل وسائل الاتصال و التواصل لا تحسن توصيل المشاعر دافئة وكما خرجت مباشرة من أتون الشوق
لذا لا ينفع أي منها في توصيل ما نريد ايصاله بكل دقة فصورة الكعك الجميل مثلا لا تقول أن هناك قصورا أو زيادة في السكر
مثل أن تقرأ رسالة شكر دون أن يصلك عظيم الامتنان التي ملأ صاحبها ودن أن تستطيع أن تشرح له صدق الفرح الذي اعتراك
و أنت تفك حروفها بعيون يغشاها الدمع
خفقة الفرح التي أحدثتها رسالة صديق قديم أعادتني لأيام الانتظار اللذيذ لنص يجود به قلم يدخلني مدن الدهشة و يشحذ قلمي لتتبع فكره
و السير على أنغام سطره