ليلة صاخبة الشجن
هبت فيها رياح الحنين
محملة بغبار الذكريات
و بأغصان لوح بها يوما نسيم اللقاء
ها هي الأن تتدحرج على رصيف الجفا
تلهو باوراقها يد الظنون
ليلة موغلة في سواد الأسى
كأنها تريد أن تكتشف مجاهل الخوف في أعماق السنين
ليلة باد فيها صدى البكاء همس الصمت
و قلب مواجع القلب الكاظم على الجرح بيد الرجاء
أن تمضي هذه الليلة بلا خسائر في العمر المشاع لكل العابرين
أن تبقى لهم شيئا يعبرون لأجله
فلا يمروا مرور الهاربين
ليلة تعصف بأطناب يقيني
تصفر منادية شياطين العذاب
تجلدني بسياط الندم
تخلع أضلعي بكاءا
و ترمي بي على شفا الجنون
أعلم أن حبك ولد كسيحا يزحف على سطور قصيدة هجاء
أعلم أن حبك وجد لكي يموت بيد الغرباء
أعلم أن حبك خطيئة مغفرتها الوفاء
لذا تراني أحمل حبك بنصف كتف
و أطوف به بقدم عرجاء
ألف جرحه بثوب الانتظار
و أخفي حزني بابتسامة بيضاء
ككفن هارب من قبر
كأي شيء يعني انتهاء
عاصفة الحزن الليلة تبشر بنهايتنا
يقال أن الحزن كلما كان كبيرا
كلما اقتربنا من بشارة الصبر
حزني عليك اليوم كبيرا
أكبر من حجم هذا الصدر
آه لو استطيع ان أخرجك من عيوني
أو استطيع أن أنفثك دخانا و هباء
آه لو أني استطيع أن أفر منك
و كيف لي و أنت ظل لعمر الخواء
ليلة حالكة أخرى ستمر
ستمضي
ككل الاشياء التي تأتي بغته
و تمضي مخلفة بعض
ذكرى و مناديل
و قصائد حب
و علب قديمة
و صور صفراء