
أيها البعيد
مايزال الشتاء يحفزني
على أن أكتبه
فشتائي بعدك جاحد
كغريب يكتشف للتو
أرصفة الوحشة
واختلاف الوجوه
تشعر بنكبة البعد
و تضن بخطوتك نحو باب
تعزف الريح خلفه أهازيج الجفا
مكتفيا بالتحديق في حيسيس الحنين
تحت أغطية الشجن
تلملم الباقي من صحوتك
لترسل نظرة أخيرة
على ذلك الباب الموصد بأحكام الغياب
و كوب من دفء سرعان ما يبرد
تحت تأثير انتظار مجهول التوقيت
يدك المغلولة إلى أعناق العتب
تتلمس فراء الخوف الكامن في صدر الرعب
أن تفتح نافذة الظنون فتهب منها ريح هوجاء
تعيدك لشتاء أقسى من أي شتاء
كمكوث في حالة قرفصاء و تحديق
في سقف المنى أن تتحول تلك المصابيح
إلى شموس
لتسكن ارتجافة الضلوع
تماما كأن تتحول تلك
الآطياف إلى شخوص
تنقذك من ذل الخضوع
كأن أفتح عيني و أرى
ذلك الظل المحاذي لي
هو أنت….