كيف أنسى

 

 

 

 مر عام و أنا

على أرصفة البعد

أتجول وحدي  مثقلة خطاي

بحنين الشوق

متأبطة شجن الوجد

فوق رأسي غيوم  الانتظار

تعلن سقوط  حقائق اليقين

بأن القريب من القلب بعيد عن العين

تحت قدمي دروب تدكها

سنابك خيل الظنون صهيلها ينادي

بأن البعيد سيكون غريبا بعد حين

أمضي وحدي

وعلى امتداد العمر

تنتصب لافتات الحب

حاملة صورك

هنا أنت تهم بالابتسام

وهنا أنت تبدأ الاتهام

وهنا همسك بتحية اللقاء

وهنا صدى صراخ العتاب

وهنا إعلان الفرح

وهنا إعلان الغياب

هنا تساقط الدمع على

كتف الوداع

وهنا بداية الخوف

على دروب الضياع

هنا تبادلنا حصاد السنين

لك الحب و الوجد و الوفاء

ولي الصبر و الخوف و الرجاء

هنا جلسنا على كثبان الالم

وهنا اعدنا ترتيب الشجون

وهنا اعددنا خطط الفراق

وتبادلنا رايات العناد

وهنا عدنا لاحضان العناق

تاركين الليل يبتسم في سكون

غاض الطرف عن كل الجنون

مصطحبا القمر خلف الوهاد

تاركا لنا روعة السهر

في ظلال الأمل و قناديل السهاد

الآن

أسير وحدي بلا أنت

أتأمل لافتات الصمت

موحش هو الوقت

حين يفتقد لهفة الوعد

غريبة أنا عني

أجهل بعدك تفاصيل ملامحي

وتجهلني المرايا

أقلب طرفي في السماء

وأقلب يدي باحثة عن عطر منك

تسلل في راحتي

اتنفسه بعمق الرغبة في النسيان

يداهمني الابتسام

وتنازعني آهات الغبن

و لحظات الحرمان وذكرى

حزمك أمتعة الغرور

 ملوحا في نهاية الدرب  بكفوف الوداع

تركتني

مكتوفة الأيدي مغلولة حتى أعناق البكاء

على كتفي شال  الصبر و الكبرياء

  وبقايا أماني منزوعة الرجاء

أن تعود كما عدت في ذاك المساء

محفوفا بالشوق

تمشى على رمضاء الحنين

تائه الخطى تنتظر ذراعي

يحتضن فيك الجمود

فتعود إليك الحياة

لتنفض أنفاس صبري عنك

غبار السفر

واشعل لك ضلوعي  شموع للسهر

وأعيد مسمعك لحن الخلود عزفا منفرد الوتر

بعيدا عن أنغام الجفا و عتاب القهر

مر عام من الشوق

ازدحم الأرق في المقل

المبلله بدموع الصبر

تحت الجفن بقايا حلم

وخلف البصر أسوار المستحيل

دائرة مفرغة إلا من الشوق

ومحيط صمت يعج بضجيج الشجن

اتسكع وحدى على أرصفة الوجد

أجوب وحدي سواحل الذكرى

احدث الموج عنك

فيرتد الصدى

موجع هذا الصمت

اكتب حروف اسمك على الرمال

ويمحوها الماء

تماما كما يمحو الأسى

ذكريات الهناء

 مر عام لا أعرف أين أنت

اتحاشى ظلال السؤال

أن تعيدني  إلى سجن الحنين

و أقبية الشقاء

بعد ان قطعت أميالا

في دروب البعاد

جف فيها نزف الجنون

واعتدت السكون

وروضت وحوش الظنون

و ألفت أشباح الوحشة

وتاقلمت مع غربة الروح

لم يبقى إلا رماد الاحتراق

تذروه رياح الأسى  مضمدة  تلك الجروح

حيث لا ورد

ولا عطر

ولا همس

ولا ليل

ولا قمر

حيث الصقيع

منفى للقلوب المتمردة

على المحال

ويبقى السؤال

كيف أنسى….؟!!

وذكرياتي معك

أرسمها

بريشة الأمل

وألوان المطر

ممزوجة باطياف الخيال

كل عام وأنا مشتاقة إليك

كل عام و أنت جرحي الأوفى

 

هذا المنشور نشر في art. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s