بائعة الرويد

بائعة الرويد

السلام عليكم و رحمة الله

هذة اللوحة و التي أعتز بها كثيرا

جاءت من صورة في كتاب

الكتاب عن الحياة القديمة في مدينة دبي
للكاتب القدير: محمد المر

غاب الكتاب عندما استلفه احد هم بدعوى عمل بحث مدرسي

و إلا كنت وضعت هنا الصورة الأصلية التي فيه

و لكن بقيت الصورة عالقة في مخيلتي و سأشرحها لكم

الصورة تعيدنا إلى ذلك الزمن
كما تراه كاميرا زمانهم لا حل وسط أو توفيق بين لونين

ابيض او اسود فقط

الصورة ملتقطة من سوق

شعبي للخضار والمواد الغذائية

ربما مكانه الآن مركز تجاري أو برج من الأبراج التي تناطح السماء
ازدحمت الخلفية بالمارين الحملين بضائع أما للبيع

أو تم للتو شراءها بضائع تفوح رغم قدمها بطزاجتها

لم تمر على الحاويات ولا الجمارك ولا مختبرات البلدية ولا أيدي التفتيش

بضائع حرة تتنفس واقعها بلا ملونات ولا نكهات ولا إضافات كيميائية
في وسط الصورة امرأة من الزمن الجميل

لم يظهر منها إلا عينين مصرتان أن تدقق في ( الجفير ) الزبيل
أو السلة الكبيرة المخصصة لهذا الغرض
لتعرف لكم بقى

من هذا الرويد الطازج ( الفجل )
وتتأكد كم ستبقى تحت وهج الظهيرة

ربما كم ستحث المارة على شراء ما تبقى

لتعود لتطبخ لمن ينتظرها بجوع
تقلب قماش الخيش المبلول بالماء ليحفظ للرويد طازجا

و يمنح أوراقه الخضراء صلابتها فلا تجف تحت وهج الهجير
تكاد تسمع ضجيج السوق رغم صمت الصورة تراحيب المارة تلتقطها الإذن رغم سكون الكتاب

أحدق في وجه المرأة اسمعها تناديني
تقول:
ارسميني
أعيدي إلي اللون الذي جردته هذة الآلة المصابة بعمى الألوان
أعيدي إلي حيويتي التي جمدتها هذة اللقطة
دعيهم يروني على حقيقتي
ولكن يا خالة أنا هاوية و لست محترفة أخشى أن أخدش
جمالك ولا أرسمك كما تودين

ضحكت وقالت أي جمال تبقى يا صغيرتي
يووه لم تريني في صباي قبل ان يجور
على زمن الشح و أرتدي هذة الأسمال و ابتسمت في خفر

ااه يا بنتي لقد ذهب الرجل و ترك لي العيال و السوق للرجال

– خالتي كيف تقولين هذا انت بألف رجل

نحن الآن نفخر بعمل المرأة

قالت : ليتهم يعلمون كيف تهان المرأة عندما
تقف بينهم يا ابنتي هم رجال وهم قوامون على النساء
نحن خلقنا لنربي ونصنع الرجال
لكن هو قدري يا بنيتي ان أكون هنا في وسط السوق
فجوع العيال لا يرحم و الأب غادرنا منذ زمن
– خالتي أكاد أن أبكي
– لا تبكي فقط ارسميني
دعيني اخرج من هذا الكتاب تعودت على النور والشمس

اشعر بالاختناق بين هذة الأوراق.
وأمام إصرارها

وضعت قماش الكانفس والألوان الزيتية وبدأت أرسمها

و أتحدث معها فكان حديث شيقا حكت لي عن
أسرارها طبعا لن أخبركم بما قالت لاني احفظ السر

كما طلبت مني أن لا أرسم الرجال حولها لتكون هي فقط
سيدة اللوحة فاستبعدتهم

سأجعلكم تصافحونها في صورتها الجديدة

هذا المنشور نشر في art. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s