كيف أنت……..؟ 1

بحثت في أعماق ذاكرتي
فلم أجد أحدا قد حرك وجداني
كما حركه أنت
ولا أذكر أن قد
هزمت الأحزان روحي
أو زلزلت الألام كياني
أو بعثرني الخوف
كما فعل بي غيابك
اكتب كلماتي
بعد أن ترقرق
الدمع في أحداقي
وتوسدت جمر الشوق
و لفني برد الجفا
و رعب الظلام
أخط كلمات
أكتبها لك أنت
لم أكن أحلم أن
يتمخض اللقاء الفريد
عن فراق
بعد حمل عسير
ولم أود أن تجرح
رماح الحقيقة
رقة المشاعر
أو ينتصر العقل القاسي
على القلب الكسير
لنصل لرهبة النهاية
ورهبة الصمت
وسواد الحزن
و وحشة الظلماء

افترقنا
بعد لحظة جنون
حين اندفعت بمشاعر
امرأة وجدت ماء الوجد
في صحراء الظمأ
حين استولى علي
جنون حبك
مخترقة حاجز المحال
و أصررت على
السير إليك فوق
شظايا الحقائق
و أشواك المستحيل
ماهمني جرح ولا ألم
كل همي أن أكون معك
في لحظة هناء
متجاهلة عن سبق إصرار
المصير المشؤوم
لهذا اللقاء
والتقينا
سألتني: أ تحبنني بقدر ما أحبك….؟

فأجبت: بل أنا أكثر..  ها أنا جازفت لأكون بين يديك
مضحية بحياتي لأرضي غرور هواك
فقلت :بل أنا أحبك أكثرها أنا أحميك من شوقي
مضحيا برغبتي لتبقي في عيني ملاك
واتفقنا
على أن ننهي اللقاء
ونختصر الشقاء
حتى لا يتحول الحوارإلى جدال عقيم
فأعجز عن اقناعك والوذ بالحياء
وتعجز عن الوفاء
فتلوذ بالصد
فكان الفراق هو العهد
بسطت لك يدي
وممدت يدك
اتفقنا على أن نفترق
ليبقى كل شيء
بيننا جميل
و تبقى قصتنا
عنوان الحب الأصيل
لنبتعد عن خيبات الأمل
وعن حوار بائس
يقتات كل حل
أو نخدش براءة الوجد 
أو نتبادل الاتهام و نطلب المستحيل
فيخيب الرجاء
افترقنا
لم يكن في حسابي حينها
أن الشوق إليك سهزمني
وسيتخلى عني الصبر
و أني سأكون مشللولة الأماني
تجلدني سياط القهر
و أن يتساوى لدي
السير إلى الأمام كالسير إلى الوراء
الوقوف في الظلام كالوقوف في الرمضاء
افترقنا
وبقيت اصداء الضحكات وبقايا  حديث مبتور
وبقايا أوراق  كفنت الحلم المغدور
وبقايا قصيدة  أعجزنا فيها البيت الاخير
ولوحة استحالت ألوانها بيضاء

لم أكد أدركت أني من الغد
لن يعني لي الشروق ولا الغروب
ولا الزهر ولا العطر
ولا الصحاري ولا البحور
وأن الساعات ستمضي بي
كما تمضي بالمهاجر الدروب
و أني سأرى الوجوه بلا ملامح

و ستفقد وجوهها الأسماء

وأني بعدك
سأعرف مذاق الحنظل واقتات العلقم
واشرب ماء الصبر ويتساوى اليأس والامل
وتتساوي الارض بالسماء
يتساوى الموتى والاحياء

افترقنا
لأبقى أسترق السمع للنسائم
لعلي أسمع صدى همسك
و أتلصص في الظلام
باحثة عن طيفك
وأرسل جوارحي
إليك مع الفجر علها تعود بخبر
أو أجد في بئر السراب ماء

افترقنا
ومازلت أعيد الحوار العقيم
و أكتشف كم من الكلمات تمنيت
لو قلتها لك
وكم من الأحداث لو رويتها لك
وكم من الأشياء لو هديتها لك
وكم من الذكريات لو تقاسمتها معك
أضع يدى على رأسي
الفارغ الا منك وأصرخ في صمت
اااااااه كم أحببتك
فبعدك أشعر بالضياع
 أتلمس حاجز الظروف
التي منعتني ومنعتك
و أرسم خطط القفز
على أسوار الواقع
فأرتطم بحقيقة
أنك ما عدت أنت
فأنت منذ ها
شخص أخر
ربما استعذب الصدود
ربما يجهلني أو يتجاهلني
أو محاني من الوجود
فكيف انكأ الجرح وأعود بالذهول
سؤال ملح يطالب بالجواب:

 ترى كيف انت………..؟

هذا المنشور نشر في غير مصنف. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s