بالأمس
كانت الأشياء
ترمقني بنهم و امتعاض
تخطى مجاهل الاحتمال
إلى حدود النشاز
غافلت فلول الشوق المتربصة
و حملت قلبي على كتف العند
ملفوفا بشال الوعد
حفرت في عمق الماضي لحد
أداري فيه سوءة جنوني
قبرا جماعيا لكل الذكريات
كان الأمر يستدعي بأس يأس فريد
لوئد العمر الجميل
وإعلان الوفاة
و نصب مجالس العزاء
موجع أن يكون الميت أنت
موجع أن تكون شاهدا و شهيد
بالأمس
كانت الأشياء ترتجف خوفا
و أنا أبعثر أشلاءها تتكور على بعضها
تصغر و تصغر حتى أكاد لا أرها
كنت بها أتعثر لست أدري من منا أعمى
أنا أم هي فكلنا كنا هاربين من لحظة الفقد
بالأمس
سمعت الأشياء تشهق من خلف حاجز السكون
((و يحك كيف استطعت و ئد الجمال))
بادلتها النظر الحزين ابتلعت وجدي
و ازدرت غصة القهر و غرست أظافري
في صدر الظلام البهيم عل نورا ينبجس من خدوش الظنون
خائفة من نكوص قلبي للوهم ناسفا جهد الشجون
بالأمس
كانت الأشياء تبادلني الارتباك
ذكرى البارحة تتنفس في رئتي المثقوبة بخنجر غدرك
حشرجة الموت تستدعي تراتيل تخفف وطأة الاحتضار
كان لترتيل الصبر دوي يشي بهطول النحيب
كنت شيئا يستعصى الفهم
لم تكن عدوا فأمقته
و لم تكن حبيبا فأرافقه
كنت غريبا حد الجهل بك
صرخت: ( ويحك أحقا هذا أنت )