صباح زرمات سويسرا..
عام الحزن من سنة الفراق الأخير….:
الضوء يسرق قدرتي على تمييز الأشياء
فالكثير منه يسلب البصر
و القليل منه يعني العمى
هكذا هو حبك
كثيره يسلبني عقلي
و قليله يدمي قلبي
فأكون متأرجحة بين
الجنون و الجروح
كصباح زرمات المغري
بالدفء و البرد معا
يجعلني أفكر كيف يمكنني إطفاء
اشتعال الشوق إليك في أوردتي
مع علمي أنه لن يخلف إلا رمادا
تكنسه رياح الصد
و تنثره في فضاء العتب
ربما سقط مع المطر
فلا تستغرب نمو الشوك
على ضفاف السراب
في خيالي غرفة
تحول فيها الزهر المشنوق
في أنية الانتظار إلى لوحة
تخلد ذكرى مؤلمة
للقاء لم يحضره سوى الحزن والأسى
أحدهما وقف ملوحا
بيد الفراق
و الآخر واجما يتلو
تعاويذ الوداع
من يخبر خيالي أن يغير
صور الحزن
كيف أقنعه أننا من يصنع الفرح
و أن الفرح كائن خرافي
تخترعه سذاجتنا
حين نكف عن قول
لما و كيف
لذا ترى الأطفال
يفرحون بصباح العيد
الذي لا يعرفون
له معنى
غير الهدايا
التي تنكسر في المساء
على مضض غيرت لون شفتي الباهتة
تلفعت شالي و ألقيت نظرة أخيرة على وجهي
لأطمئن أني لن أرعب أحدا بكل هذا التعب
الذي فشلت في إقناعه بالتخلي عني
دسست يدي
في جيوب الصمت
ومضيت أطرق الأرصفة في مدينة
تعانق الصباح بفرح طفولي
و بأهازيج الجمال في كل مكان
كل شيء مرتفع هنا
الجبال المكللة بالثلوج
أشجار الصنوبر
و أكواخ انتبذت جوانب الهضاب
حتى حنيني اليوم بدا مرتفعا
استوقفني
عطر تسلل إلى أنفي
أعادني إلى ذلك المكان و الزمان
تلفت أنظر إلى ذلك الفارع الذي انعطف
يمينا موليا وجهه شطر الغياب
أهو أنت ..؟
أستعيد الصورة من جديد
هل هو أنت ..؟
سؤال جعل قلبي يقفز
من بين أضلعي كجرو صغير بعيون
متسعة يناظر علامة الاستفهام
كعظم شهي
سرعان ما رميتها له دون جواب
فرجع يعوي منزويا في أضلعي
العطر لم يزل يستفز حواسي
أنه عطرك لن أغفل أبدا هذا العطر
الذي حدثتني عنه طويلا
قلت لي إنه تمازج بين عطرين
و أكدت أن
نشوة العطر تتحقق من امتزاج عطر
رجالي و نسائي
أسميتها
خلود الشذى
هززت رأسي ناهرة
قول عقلي الماكر :
ساذجة أن صدقتي
هو فقط يمزج العطرين لكي لا تكتشفين
عطر امرأة أخرى في طيات غروره
كذبته و صدقتك
فها أنا أتجرع خيبتي
و أسير وحدي
الزحام يشتد في هذا الزقاق
و أنا عندي حنين
و الوقت شجرة خريفية
تتساقط ساعاتها في أكف الماضي
الذي يجمعها و يعيد تدويرها على شكل أقراص
مهدئة نتناولها كلما فاجئنا عارض من حنين
و أنا عندي حنين وقح قادر
على إقناعي بالتهور
أن اتصل بك و أبكي ساعة
اسمع صوتك
أنهر رضوخي له
و أحث الخطى بعنف
خلف ذلك الفارع الذي
يشبهك
تعمدت أن أترك لخطواتي صدى عله
يكون أنت فيجد على الصوت هدى
و لكنه مضى
ربما لاني تباطأت وجلا
مدركة استحالة الظن
مرة أخرى أتجرع مرارة خيبتي