أحتاجك


لانك لم تكن كالاشياء التي نفقدها
حين نحتاجها
والتي نفتقدها
حين تشير الحاجة إلى فراغ مكانها منها
فانت شيئا يترك مساحات شاسعة تهرول الروح بحثا عنه
في أودية الشوق فتراه سحابا في السماء أو نهرا في الأرض
عذوبتك تغري بالانتظار و عطشي يحثني على السير نحوك
بي ظمأ اليوم
أن أبحث عنك
أن أقلب جفون الحلم
و ابعثر الوسائد
و أركل الصمت
أن أجري بأقدام اللهفة نحو الستائر
أن أحدث عنك الضياء
وأسأل عنك الطريق
هل جاء الوقت فاقدا لحظة اللقاء
افتش في الساعات و الدقائق
و اعاود لعبة الانتظار
أعيد طقوس البحث في خطوط يدي
وفي قعر فنجان قهوتي
وفي جرائد الصباح
وفي وجوه العابرين حولي
وفي نوافذ الضباب
و في دروب يسكنها الهجير
و أرصفة يصفر فيها الغياب
شيء أكبر من الحاجة يشدني
أن أبحث عنك
في داخلي
أن اقلب شراين نبضي و اعيد
ترتيب مخازن الذكري
و أعيد تلميع ضلوعي
الوقت يداهمني و هذا الظمأ العنيد
الذي لا يعترف إلا بك مصدرا للماء
فلم السماء تضن بك مطرا
و لما الارض لا تجود بك نبعا

لأنك لست كالأشياء التي تغني عنها أشياء
فكأن الحاجة معنونة بأسمك
و كأن الظمأ خاص برواءك
تتشكل في عيوني أمل
و ترتسم في قلبي وجد
كلما ألتقينا
أتفقنا على بعد
فمتى نتفق على الموت
ويكف صخب الغليل

هذا المنشور نشر في غير مصنف. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s