
و أصبحت أقرب من دمعة
تتجاذبها الأهداب
أخيرا أشرقت أضواءك
و غاث القلب منك إياب
أخير عدت يا حلما
رويته على مسامع الفجر
و حدثت النوافذ عنه
و رسمته بأنفاس الضباب
و علقته قطرات من ندى
على خد الورد
و عصرته من سحب السراب
أخيرا انهمر الوهم مطرا
يسقى جفاف الثواني عطرا
يضوع بأطراف الهضاب
أخيرا عدت يا غائبي
فهاك ذراع اعتادت أن تطوى
تحت جناح الحنين
وهاك شفاه اعتادت أن تصمت
تحت قرع الأنين
و هاك مشاعر حب روضتها
بعصا الوفاء طول السنين
وهاك ولعا خزنته من أماني
و رؤى لم تخطر ببال العالمين
و هاك عيون و اعتبرها وطنا
لا ينفيك نحو اغترب
أخيرا أتيت يا حبا
تماما كما يأتي اليقين عدلا
ينقذ المظلوم من أسر العقاب
أخيرا أيها الحب جئت
تحمل باقة ورد
تماما كما صورتها
أحلام المساء
و جئت من الغيب أملا تماما
كما طلبت في دعوات الرجاء
و جئت على قدر الشوق و الانتظار
تزف لي بشرى نهاية الفراق
أخيرا عدت تسألني
أتحبيني حقا..؟!!
أم أنا صديق كباقي الرفاق…؟!!
و يحك…!!
من مخاتل لم يضع بعد و غثاء السفر
حتى طفق يستفز خيول العتاب
سؤالك يصلبني على أعمدة الخفر
هل تريد أن تسمعها شعرا
أو تقرأها نثر ….
إذن..
خذها كما يأخذ الجائع رغيف الحياة
و اسمعها كما يطرب السامر لحن الوتر
خذها يقينا أنها هنا كالشمس لا يلغي وجودها القمر
و أن اشتدت حالكات الظلام يقينا بأن هناك فجر
خذها كأنا
حين كنت أعرف انك ستعود و أن طالت
ليالي الهجر
فمثلي يثق في حدسه إذا كان أنت من أنتظر
رجلا لا يتكرر أبد الدهر
بعدك عقمت أحلام الخيال
و خلت بعدك أماني العمر
فمرحبا بك حبيبا
و ودعا يا أسى
و وداعا يا ألم
و وداعا يا ألم…
جاءني رد من صديق للقلم
يقول فيها
تحية طيبة
أسعدني أننا كنا ننتظر معا نفس الحدوث
أنت انتظرت غائبا عاد
وأنا انتظرت صلحا بينكما
كنت في ذهنه ، أقول له : عد إلى الجنة التي غادرتها بحثا عنها
لطالما حشرت نفسي وسوسة بينه وبين وسادتـه
وما ان شعرت أن حنينا قد سال من شروده إلى صحـوته
حتى سارعت إلى محطات عودتـه إليك
قـطـعـت لـه الـتـــذاكــــر
وأوصـيــت بـه الـقـــواطر
وجـرفــت عن سـكـــة الـعــودة ركـــامــا تكــدس أعــوامـــا
هــاك مـعـــطـفــه ودفـتــر مـذكـــراتـه
لا تـخـــافي عـلـــيه بـعـــد الـيــوم
لا تـغـلـقـــي عـلـــيـه بـابـا ، ولا تـســدلـي ســتائر تـحــول بـيـنـه وبـيـن رؤيــتــك حـيــث يــريــد أن يــراك
أمــا أنــا فـســأبـحـث عـن مـعــــذبـة أخـرى ، تـحــــتـــاج صــلـحـا يـعـــيـد إلـــيهـا غـــائـــبا
أجـمــــل الأمـنـــيـات
أحترت بماذا أرد عليه
هل أقول له خلفية العودة المزعومة
هل أخذل توقعاته و اسلب فرحته
يا صديقي
حكت لي جدتي رحمها الله
قصة خريدة الفتاة الجميلة التي شبب بها ابن عمها مايد
و كيف انه ملك عليها حواسها لدرجة أن مرضت به بعد ان
حكمت القبيلة عليه بالتعزير أي خلعته من القبيلة لانه تجاوز في وصفها
فأوهمهاأبوها يومها
قائلا انه سيعود ذهب ليأتي بمهرك
حين و جد ما تعانية من كلف و دنف مانحا ايهافسحة امل
ففرحت و ظلت تنتظر و تنتظر
ارهقها السهر لغائب لن يعود حتى أدركها الهذيان و الهيام بعد أن اصابها العمى
و اصبحت مصدر ازعاج و فضيحة لقومها الذين اجتمعوا على التخلص
منها فقرروا ان يوهموها ان هذا اليوم يوم عرسها فألبسوها جميل الثياب
و عطروها و أخذوها بالقرب من الغدير و تركوا لها بعضا من الزاد
و رحلوا عنها
إلا رجل تأخر عن الركب و صار يراقبها وما سيحل بها في وحشة هذا المكان
يقول لما عم الهدوء جاء غراب و وقف على رأسها ظنت انها يد مايد
ابتسمت صائحة مايد أعدت من جديد
صرختها ألبت الغراب على النعيق
فالتمت الوحوش حولها و التهمت تلك الابتسامة و غادرت خريدة دنيا الوهم
هل أقول لك أن تلك العودة ليست إلا كعودة مايد
يا صديقي حين كانت جدتي رحمها الله تروي بصوتها الرخيم كنت استغرب
كيف يكون العذاب حكاية تروى بكل هذا الابتسام
ولست ادري لما شعرت أن مايد كان شاهدا على موت فرحها
هكذا خيل إلي
بقيت الحكاية و ذهبت خريدة
تماما كهذة العودة المزعومة التي يمليها وهم
شكرا لك منك ولك وبك نرتقي
ايها الافق الرحب
اللوحة رسم بأدوات الفتوشوب
أتلذذ بطعم الحروفإسمحي لي أرمي باقات من الورودواستنشق روائح عطر كتاباتك يبدو انه وصل الى الادمان ان امر هنا كل مده لارقى بذوقي في حسن اختيار الكلماتتقبل العطر معطرا بجمال حروف سيدتي