
لا أحد
لا شيء يغري بالبوح
غير شجن أشيح عنه بقلمي
فيطارني حثما يممت ورقي
شجنا خارجا من حضن الأرق
معفرا بغبار ملح و كحل
يصدر نشيج كبوابة ذكرى
في ذهن طاعن في الحزن
و يمد يدا كخيوط عنكوت
ستقول:
صورة مؤلمة…؟!!
حسنا لا تنظر إلى هناك
لا تقف خلف الحواجز الباردة
أبقى في بعدك العاجي ..
يريحني أنك لا تدري بحالي
بقدر ما يؤلمني أنك تدري
يتساوى أحيان الضد و الضد
في عيون قلب يجيد فن الصد
يقف على الحد الفاصل بين اللقاء
و الرحيل
قلت ذات شوق
بودي لو ألقي عليك رداءا من حبر
يستر عري سطورك
فلا تكتبي عني المزيد
ما أحوجني الآن لرداء ألقيه على
عين قلبي فيرتد بصير
و يدرك أننا ارتكبنا حماقة الأنتحار
فمات كل شيء فينا
غير وجع الأنتظار
حين قلت لي أحبك في المرة الاولى
أصابني دوار المجانين
فطفقت أخصف على مشاعري أوراق الورد
حتى تضمخت بالعطر حروفي و فاح
شذا لعطر و جرت خلفي فراشات المني
تنشد ضياء الفرح
و حين قلت لي أحبك مرة أخرى
أصابني جنون الخوف
من السقوط في هوة الوجد
و أضيع طريق العودة
مكثت نهار
أو يزيد
أترقب أن تقولها مرة أخرى
لعل يقيني يقنع
بالشوق بدل العناق
ومن اللقاء بالفراق
في الظلام تفقد الاشياء لونها
و يبقى السواد
لاأريد حبا بلا لون
و حين قلتها في المرة الأخيرة
أدركني جنون العقل فقررت الهرب
الهرب الى ما وراء الحروف
فكانت الألف عصا اهش بها على خوفي
و الحاء سهم اصيد به حلمي
و الباء و عاء ينضح دمعي
و الكاف ملاذ حيرتي
كنت أسمعها أعيها أدركها
ولكأني غدوت كمتلبسة بجريمة
كانت أضواء اليقين
كافيه لتفضح كل هذا الصمت
الدفين
و تكشف حبي لك
أهرب منك…؟
أجل أهرب منك.
أجل لا تضحك ساخرا
أعلم أني ألقى على سمعك
ترهات حلمي
فبعض الأحلام تجعل
منا تفاح يغري بالقظم
كرغبة جائع منذ عام
لقد هربت
كرغبة أسير أن يري
سماء بلده للمرة الأخيرة
كي يعود شهيد
صرت أهرب مني
و أهرب من همساتي
و من ظلالي
ومن صمتي
من كل
ما يشير إلى أني
أصبحت أحبك
… وكفى