
الجفن لم يعد يتسع لحلم و دمعتين
وحدي من يسمع قرع نبضك مغادرا مدن السكون
تجر ظلك المتمرد على مسافات الضوء
المتمسك بأثواب الرجاء……….
صائحا به و يحك لا مكان لك تحت الهجير
و المدينة التي ألفت لم تعد تمنح حق اللجوء
لعابري الفراق
و لا أشجارها تأوي عصافير تخلت عن عش اللقاء
و كأي ظل يختبئ في رداء الليل أراك ترافق الظلام
تزاحم الوحشة و تقف بيني و بين الابتسام
تتركني و خوفي نقتلع أشواك الحزن
و نرشف دمع الأسى و نسف السراب
أين المفر و البحر يسكن أحداقي
فلا أرى غير زرقة الأرق
و أثار المغادرين مع الفجر
رماد ذكرى
حبر أسود
و بعض أوراق
وككل السادرين في غي الانتظار
يتقلبون على سرر الضجر
يتصيدون فراشات الأماني من حقول العمر
الخاوية على اليباب
و يحلمون بوطن يجمعهم و الأمل
أحلم بوطن يمنحني حق النداء
حق رفع الصوت باسمك بلا وجل
أن أصيح بك أيها البعيد
إغمد خنجر وعدك
قلبي لم يعد يتسع لطعنتين
دعني أجر أجنحتي المتكسرة
كحمامة سلام خذلتها نبال الوفاء
فسقطت متعثرة بغصن زيتون خذله الماء
فالهديل صدى نواح
أرفع نبضك عني
فلم أعد أطيق ذنوب البقاء
يتجول صوتك في فراغ قلبي
تنادى
(( كان ياما كان))
ويرتد الصدى
مرددا كفاك تعذيب
لن يجديك قتلي
ولن يمنحك صمتي الأمان
قبل وداعنا الأخير كنت أحلم
أن أكون حبيبتك الأخيرة
و أن أطوف بك النجوم و نسكن قمة الوجد
و أنصبك على عرش قلبي ملك
و أكون في عينك أميرة
فخذلتني
و خذلتني
حد البكاء
حد أن ضاق الجفن بحلمي
فأغرقك حزني في دمعتين
ها هي الأن تتدلى قاب سقوط
تتدحرج كجلمود وهن
تهبط في كف الندم
ما يفعل الوحيد غير أن يمد ذراعه نحو
صدره و يحضن ظله
و يهمس له بعض شجن
يبثه شكوى الألم
وهما جئت متأنيا
و
وهما غادرت على عجل…!!
الليل و السكون حولي
و صوتها
يقول
(( يكذب فيك كل الناس قلبي = وتسمع فيك كل الناس أذني
وكم طافت علي ظلال شك = أقضت مضجعي واستبعدتني
كأني طاف بي ركب الليالي = يحدث عنك في الدنيا وعني
علي أني أغالط فيك سمعي = وتبصر فيك غير الشك عيني
وما أنا بالمصدق فيك قولا = ولكني شقيت بحسن ظني ))