مرهقة تلك المسافة
بين فنجانين وقطعة سكر
نقطعها بأنفاس الحنين
و خطى على درب اللهفة تتعثر
لك ارتشافة الدفء و اشراقة النور
ولي نار الشوق و بقايا  أنين
لك الانتظار و الأشعار و  الحبور
و الحلم المعتق في جفون السهر
ولي الهم و اللوم و الملل و الضجر
و لك الأقمار و ساهرات الطرف
يرددن على أسمك على مسمع الظل
فيتوارى ليل  و  يخجل قمر
و لي الجدران و سياط الخوف
يردعن جوادي كلما خب نحو الأمل
لك الباقي من شمع و ورد و سنين عمر
ولي ظلمة الوحشة  و سلاسل القهر

أيها القادم من أبعاد الرؤى
تمسح على رأس حزني
تقبل جبيني
تهز كتفي المثقل بالألم
تزيح عن ليلي نجوم الدمع
و تهمس
ذوبي في فنجان حنيني
كقطعة سكر

بربك قلي
كيف يذوب قلبا تحجر

لم أكن أعلم
أني على شفا قبر
حتى لمحت هوة البعد
و راعني أننا لم نعد أصدقاء
و أني لن أحدتك بعد اليوم
عن أمنياتي
ولن أسرد عليك حكايات المساء
و لن أخبرك عن أشيائي الصغرى
عن لوحتي عن لون فرشاتي
و عيون صديقتي سعاد
و بسمة  أختي وفاء
لن أستشيرك في قلمي

لن نكون بعد اليوم أصحاب

يووه

سأفتقد الدرب
الذي تعودنا أن نسيره معا
تحت ضوء النهار
و سأفتقد الأوراق التي
نكتب عليها لعبة الأسماء
و نرسلها في الهواء
و سأفتقد المطر
و الأرض و السماء

و أتعلم ماذا يعني أن تفقد
صديقا دون موت أو غدر
ما بيننا كان أكبر
من أن تزهقه عواطف النساء
و أكبر من شك رجل
خبر اليقين حد الدهاء

رهيب أننا لن نعد أصدقاء
و أن الفراق سيشغلنا
تماما
كما يقلقنا اللقاء

و أني بعد اليوم لن أصافح صدقك
و لن تسمع عفوية الصدى
حين يتمرد الفرح على حناجر الصمت
فأضحك
حتى يضح الفضاء
و أمارس طفولة الروح
فأقطف من حقولك وردا
و أجعل عينيك
موؤل أحلامي
و من صدرك ميناء

رهيب أن نفترق
برغم الحب يا حبيبي
برغم القلب يا حبيبي
برغم كل جميل جمعنا
برغم كل طهر جمعنا
برغم كل النقاء
لن تكون
لن تكون
لن تكون
صديقا أو حبيب
و يح قلبي حين أخبره
في المساء
أنك لم تعد أنت
يا صديقي الذي كان
و يا حبيبي الذي لن يكون

بأي صوت أخبرك