لمن الأثر….

وهذا الأحمر الخارج
من حقيقة الغدر
ملوثا بياض قلبي
ناسفا سنين العمر
يصرخ كانت هنا
امرأة من بنات سقر
ارتمت في أحضانك
متجردة من أثواب الحياء
مرتدية أثواب العهر
فكنت في يدها دمية
تعلم كم أشمئز
من أسد في ثوب هر

لن أسألك لمن الأثر

ما عاد يهمني أن تكون
هند أو ليلي
علياء أو سمر
لن أحقد عليها
لن أعلق على صدرها
نياشين عذابي و أوسمة القهر
سأعذرها
سأعذرها
فهي لا تعلم من أنا
وقد شوهتَني في عينها
ورسمتني بحقد السواد
أفعى تفح في ليل السهر
ومسحت عذب الذكريات معي
و أضفت من ترهاتك
ما هو أدهى و أمر
و قلت لها :
هي نجمة مغمورة
و أنت ضياء القمر
وقلت لها
هي اسطوانة مشروخة
و أنت رنة الوتر
وقلت لها
أنت الأُنس في أروع لياليه
وهي عمر من الكآبة و الضجر
ماذا تنتظر…؟
من امرأة تحلم بأن
تنال عرشا وتاجا
لمليك منكسر
فغدا ستسألك هي
ذات السؤال
لمن الأثر…؟

لن أسألك لمن الأثر

وقد رأيتها في عينيك تختال
ودل عليها هذيان العطر
و رسائل خبأتها
في معطفك تحكي
عذابها والسهر
يووه
الآن
ترمقني بنصف ابتسامة ذليلة
منكسر البصر
أ كنت تعلمين..؟
يا لطفولة السؤال…
وسذاجة الفكر…!!
\
كيف لا أعلم و أنت
تصطحب قلبي معك
حين تغيب
أم كنت تلقاها بلا صدر
كيف لا أعلم
و أنا أجس نبضك
بيد عاشقة تعلم
مواسم الصقيع
و مواسم المطر
و من أين تهب
رياح الوجد
و درجة الشوق
في مواني اللقاء
و متى تبتسم الصحاري
ومتى يثور البحر

لن أسأل لمن الأثر…!

لن أدعك تختال غرورا
بهزيمتي غدرا
لن أدعك ترفع راية النصر
لن أبكي أتوسلك بقاءا
وقد نويت الهجر
لن أسألك لمن الأثر
فخذ كل الأثر
و أرحل أن شئت ليلا
أو أرحل مع تباشير الفجر
لم يعد وجودك أمنيتي
ولا غيابك يشعل حنيني
لم يعد يعنيني
أن تكون زيدا في الناس أو عمر
غريبا أصبحت في مدني
أضعت ظلك حين قطعت الشجر
منفيا من قلبي و عيني
موصوما بالخيانة أبد الدهر
خذ خنجرك من ظهري
فلقد قتلت حبك عامدا
ومثلت بمشاعري وشجوني
خذ أعذارك لن أسمعها
سواء قلتها نثرا أم شعر

لن اسألك لمن الأثر…!

و قد أنتهت قصتنا
و طويت قلبي في
كفن الصمت
وتلقيت عزاء مشاعري
و أعلنت عليك الهجر
لن أسألك لمن الأثر..!
فلن تُعيد معرفة القاتل
قتيلا من ظلمات القبر
كما لن يعود
كأس الحب مترعا
بعد ما تهشم و انكسر…!!
\
\
\
ما عاد يجدي السؤال