حلم …………!!

كان لدي الكثير ما أريد أن
أكتبه لك هذا الصباح
منذ البارحة و أنا أرتب
الأفكار لكي تكون بدايتي
واضحة غير أن غيوم الخوف من أن نعري وجوهنا أمام الفجر كانت كفيلة بحجب
النور الذي بدا كحقائق كلما حاولنا تبريرها أضحت أكثر وضوحا وجلاء
تلك الحقائق التي تنص على الخوف منك و عليك و إليك …!
(إليك ) نعم … إليك لا ترفع حاجبك مستغربا إنها
مخاوفي الخاصة التي تثير خوفك علي ومني
المخاوف التي تلجمني في لحظة البوح فيكون الصمت حل مؤقت
و مسكن لكل أوجاع الاستفهام

بالأمس قرأت لماركيز رواية لن أقول لك أي هي
فقد كان طيفك حاضرا يتقلب على الأريكة ضجرا ينظر إلى غلافه
ساخطا من كل شيء يلهيني عنك كنت أرمق رغبته اللامعة في عين غضبه بخطف الكتاب ورميه من على بعد حتى قرار العدم

حسنا سأغلق الكتاب و سأتفرغ للنظر في عينك لعلني أجد ما أبحث عنه في
ذلك الحلم الذي رأيتك فيه تخطفني من يدي و تجري بي عبر دهاليز الزمن ألتقي جبال أعرفها و بحار خضتها و سهول ياسمين مايزال عبقها في ثوبي الذي كان فضفاضا حد أني أكاد أن أضيع في أطرافه حتى بدوت كالمجنونة التي تحبك و تسكنني
وصلنا مرتفع شاهق قرب نجمة أعرفها تضاحكت و قلت أفتحي يدك
خلصت يدي من قبضتك و رفعتها نحو تلك النجمة التي غادرت في طرفة عين
و نظرت في كفي ورأيت حرف اسمك بين خطوط راحتي
وحين هممت أن أريك ما رأيت
لم أجدك كنت وحدي على سفح تلك القمة الرهيبة
كان كل شيء بعيد.. بعيد.. بعيد حتى أنت………!!

وحدي و السماء المحاذية لرأسي المملوء بالحيرة وفمي المملوء
بصراخ أفقت على صرختي
و نظرت في راحة يدي كان جرح
حديث تكون.. هل كان حلما خاصا بي وحدي أم شاهدته أنت معي
إذن حينها لما تركتني ..؟
تذكرت كنت حافية
وحين تفقدت قدمي وجدت غبار و بقايا ملح و أعشاب و على شعري ياسمينة تكاد أن تتفتح هل كان حلما رافقني فيه طيفك ذك الطيف الذي يصحبني ليلا و نهارا لا يترك لي فرصة أن أكون أنا كما أنا
حتى و أنا أرتب الأفكار كان يمحو سطرا و يضيف كلمة كلما قرأتها غيبا ضحكت من جنونك تلك الكلمة المثيرة و المستفزة و التي تلقي برهبة وجودها علامات الاستفهام و تسلط الضوء الساطع و تكشفني متلبسة بك لن أكتبها هنا سأتركك تعد على أصابعك الكلمات القليلة التي قلتها لي و تختار منها الكلمة التي
أعنيها لا..لا..لا تذهب بعيدا هي كلمة من حرفين و بعدها بقية الحروف تأتي طوعا أو كرها

نعود إليك و إلى تلك الرواية التي أثارت حقد طيفك على ماركيز
لدرجة أنه نهض واقفا و همس وماذا بعد ..؟
ماذا بعد..؟ سؤال يربكني..!
معك
لا يوجد خطط فأنت لا تعترف بموعد تأتي على ظهر الغموض
و تغادر على ظهر الصمت أو أغادرك أنا على ظهر الخوف
ظهور الرحيل دوما مسرجة تمد ركابها بكرم مريع و تنطلق بنا
بلا نظرة أخيرة أو كلمة أخيرة و تتركنا نتوسل العودة ولو بحلم
مريع كالذي رأيته البارحة
يووه الحلم
حين تفقدت رسغ يدي وجدت أثار زرقة طفيفة
تذكرت و أنت في الحلم تمسك بي بقوة الخوف أن أضيع منك
تشد على يدي بشكل موجع كنت أقول لو أنك تترك يدي و أجري
معك براحتي فأنا لن ابتعد عنك و لكنك كلما لمست رغبتي تلك شددت أكثر ترمقني بنظرة الحنان التي تخفي ملامحك فلا أكاد أميز لك وجه كان يشع من وجهك حنانا فائضا يغمرني بالثقة أنك تأخذني إلى الأمان…..!

هل كانت النجمة حقيقة موجودة لم نرها حتى تسلقنا ذلك الطود العظيم وحين وصلنا أعلنت بكل وضوح أنك بعيد برغم أنك تعيش في رأسي مازلت أتأمل طيفك غافيا على وسادتي التي تحمل بقايا عطر تخثر لياسمينة وجدتها في شعري تلك الياسمينة ربما كانت فكرة جميلة تعطر ذاكرتي …!! تعيدني إلى تلك الحقول التي أجتزناها تحت مشاعر
لهفة الوصول إلى مكان لا يسع غيرنا
هل كان يجب أن نسير معا كل هذة المسافات و نعيش معا لحظات خوف مجنون لنصل إلى حقيقة تعلن أنك بعيد .. و بعيد جدا..
كل ليلة حين أنام أترك جفني مواربا علك تجد حلما نعيشه معا

هذا المنشور نشر في غير مصنف. حفظ الرابط الثابت.

1 Response to حلم …………!!

  1. tuhama كتب:

    الغاليه دوماا
    كتاباتك رائعه جداا
    ومن تقرأين له أروع ولكن كتاباته كثيره  جداا جداا
    فدخلنا معك في عالم الحيره والسؤال
    أي كتاب كنت تقرأين  وهل : كتاب أم  (مذكرات كتاب). ولعلمي التام
    أنك من ذوو الألباب  أطرح عليك السؤال  لينجلي من عقولنا بعض الضباب
    حقيقة من دون تلميع كتاباتك أكثر من رائعه 
    عند القراءه لكي 
      نبحر في عالمك
     لا نرسو ألا عندما
      يأذن لنا قلمك
     
    دمتي قي حفظ الله ورعايته

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s