صباح بلا حزن


صباح رائق بالصمت
عصافير نافذتي
تتبادل تحية الحب
على أوراق الأمل
وتفرد أجنحتها لرياح المجهول
وترسل صمتها في فضاء الخوف
أن تلتفت ذات فاجعة وتجد إن الذي مر بها
طير جارح ولم يعد في حوصلة شجاعتها
الا السقوط على أرض الواقع مخلفة ريشة
تشهد أنها كانت قبل قليل هناك بالقرب من السماء
\
\
صباح تسلل فيه قلمي من تحت وسائد الحلم
متمردا على أوراق الصبر يسير متثاقلا حزنا نحو
نوافذ الذكري يفتحها على مهل صرير مصارعها
عزف ناي حزين يثير شجن الشوق

يقلب بصره المثقل بالرجاء أن تكون أنت أول العابرين
دروب اللقاء أيها البعيد أقظم وحدي أصابع الندم حبن
تخليت عن قلبي
وطلبت منك أن تغوص بحور الوجد
تعود إلي بلؤلؤ النسيان من أعماق الألم

أقف أمام سواحل رغبة الفرار
و تشاغبني الدموع
تشارك البحر ملوحته
انت أيها الراقي جدا والأديب جدا والممتع جدا 

حد الإغماء
على سطورك روضت الحرف و أسرجت المعاني
ودككت بخيلك سهول الخيال
فعدت رافعا سيف القول
على رقاب الفكر الفار من سطوة جنونك
ها أنا اعترف لك
بكل وعي غاب لحظة لقاءك أني أخطأت التقدير
فكتبتك على جبيني قدر
وأشعلت لك قناديل
الانتظار وما أنت سوى وهم
تعرفت عليه ذات خيال
أيها المبحر في الشوق
حتى أعماق الحنين حيث براكين الوله تأججها
تنهيدة وتفجرها آهة فريدة ذات عتب عنيف
كنت تكتفي مني بصمت
لتكتبني قصيدة

ولكني امرأة اعرف من اين يؤكل الحرف أدركت
أني لست وحيدة
وان ألاف النساء خرجن من بين قصائدك
موصومات بالخوف
وبأيدهن مناديل البكاء
ولم أكن أحلم أن أكون ليلي أو هند أو عفراء
أونون أو واو أو فاء

تسألني بلؤم : ألم تشتاقي إلى البحر….؟؟؟
وأنا أعلم إن البحر أنت و أن البحر يتذكر لون شالي
الذي اختطفته رياح الذهول
وأغرقته في أمواج الخدر

ذلك البحر الكبير بك الشاسع بخيالك
تسألني
كأنك افتقدت السماء…!!
فكأنك كنت تسأل عن سحب شجوني وعن مطر البكاء

قدرك أني داهية بملامح الأنوثة
تصغي إليك
كقطة تظهر جهلها بأبجديات المواء
تنتظر يد اللهفة أن تمر بالدفء
على هذا الفراء
أباغتك بخربشات مخالب الدهاء
قائلة
قدر البحر إن يكون تابعا للسماء….!!
فترسل نظرة ترسلني في خط الأفق
فأشعر بالغرق وأتشبث بالسحب
واستغيث برياح الرجاء

صباح صاخب بالإشجان مفعم برائحة احتراق القلب
وشواظ النبض المتقلب بين الرجاء واليأس
صباح لم يسبقه عاصفة ليلية فبقت
موازين الصمت
متساوية الكفتين
ولم تعانده أشعة يقين
أنك بعيد و أني هنا أتظاهر
بالصمود و
القلق وحوش الضارية
لا تنتظر الظلام
بل تخرج في منتصف النهار
تتربص بالفجر لتلقي عليه أثواب الحداد

أيها البعيد بالقرب من بحر الأماني أما تزال أشرعتك
مطوية ومجدافك يشكو الجفاف
وأنت في أعماق الشوق
تجمع الأصداف
لعلك تجد لؤلؤة الصبر أو تتعثر بالضجر
فتهزم مستحيلي أو تهزم إصرارك العنيد
لو اقتربت قليلا من شواطئ عيوني
لوجدت البريق
قد يكون بريق شوق
أو بريق لؤلؤة حزن المساء

يااااه
متعب قلمي بالشوق
فيا أيها البعيد هلا اقتربت
من نافذة أحزاني
أحتاج صوتك
و أن أناديك في منتصف القول
لنعود نبحث معا
في أصداف الحنين
\
\
أني أنتظر
صباح بلا أسى
ومساء بلا حزن

هذا المنشور نشر في غير مصنف. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s