هنا
في مدينة تتقن الهدوء
و تتجمل لمواعيد المساء
تغرق في خضرة أمل
يتطلع لمزن السماء
هنا
في مدينة تتضاحك للغرباء
أبحث عنك
محملة بزاد الشوق
أحمل امتعة اللقاء
في غرفة على جدرانها
لوحات تقول من هنا
مر عشاق الليالي
و أسرة عانقت أحلام الشجون
و أحتفظت بأسرار العابرين
أرمق البحر
النافذة تحجب شجن الموج
و ترسل الضياء
كما يحجب البعد همسك
و يرسل رجع الصدى
أنت أيها الساكن
في عيني
أخاف أن أفتح جفني
فتوقظك نوارس الشوق
البحر يناديني
يمد أذرعه البيضاء
و أنت تغفو في حلمي
متدثرا الحنين
لماذا الاشياء
حين نطلبها
تأتي لتقول
أعذروني تأخرت
لم أسمع رجع النداء
لماذا تأتي
وكل شيء قد لفه صمت
حتى الأثواب تركت ألوانها
و أكتفت بالبياض
ترمدت نيران الشوق
و حتى الورود
داهمها ذبول
وحتى الشموع
أنطفئت تحت وطأت
زفرات الحنين
ماذا نقول
حين تكون أحلامنا فوق
طاقة الأيام
شاسعة أحلامي معك
لا يحدها واقع
ولا يشوبها يقين
ليست إلا
وهم يقتات وهم
وحدي و نافذة باردة
وغرفة ممتلئة بضجج الأماني
و حبيب يتقن صنع البعد
و يعجز عن فعل الغياب
ومدينة
تجعل من ليالي السهد عذاب
فكم أود لو صرخت
أكرهك
أكره بعدك
و أكره قربك المؤجل
و أكره قلبي
الذي كلما جادلته فيك
اشتغشى ثياب الصمت
وجعل وعدك في عيوني أمل
وحدي
و مدينة لي فيها بحر
أعشقه
يناديني
مشتاق أنا
أوووه
أعذرني
لا أطيق صبرا
لن أطيل النظر
سأفتح بوابة الشوق
و أغرق
أوصيك خيرا
بقلبي ستراه طافيا
على الماء
لانه يحبك أكثر